حكاية قفل ومفتاح
المحتويات
يحكى أن امرأة أقامت عند زوجها سنين كثيرة لم تحمل فيها وذات يوم كانت راجعة فيه مع زوجها إلى البيت ليلا فمرا بكلب أسود نبحهما فجفلت المرأة وقالت في سرها لو رزقني الله بنتا لزوجتها أسود ومرت الأيام وإذا المرأة تحس بآثار الحمل فأدركت أن الله قد أجاب دعاءها ولكنها خشيت أن ترزق ببنت فتضطر عند ئذ للوفاء بنذرها وكان ما خشيت منه إذ رزقها الله ببنت ففرحت بها هي وزوجها فقد ملأت حياتهما أنسا وبهجة ونسيت الأم نذرها ومرت الأيام فكبرت البنت
أوفي نذرك.
ومضت البنت إلى البيت ونسيت أن تقول لأمها ما قاله لها
الكلب وفي اليوم التالي قال لها الكلب ما قاله لها في اليوم
الأول ولكنها نسيت أيضا وكذلك الحال في اليوم الثالث وفي
بأنها تنسى ووعدته أن تفعل فحذرها من النسيان
وأعطاها قطعا من الحلوى وطلب منها أن تضعها في جيبها ولما بلغت البنت البيت نسيت أيضا أن تقول لأمها ما أوصاها به الكلب ولكن الأم رأت قطع الحلوى في جيب ابنتها فسألتها عن مصدرها فذكرت الكلب وأخبرتها بما أوصاها به وذكرت الأم نذرها وحزنت لذلك ولما جاء زوجها في المساء أخبرته بالأمر
قصده ورجعت إلى البنت وقالت لها تهيئي يا بنتي ثم حكت لها ما كان من أمر النذر فاستجابت البنت ودخلت على أبيها فودعته ثم ودعت أمها وخرجت إلى الكلب ومضت تسير إلى جانبه تاركة أبويها يبكيان. وسار الكلب بالبنت حتى بلغا خارج البلدة فطلب منها أن تصعد على ظهره فصعدت فطار بها وحلق في أجواء الفضاء وهي متشبثة به وبعد زمن من التحليق سألها كيف ترين الأرض فأجابت مثل صينية كبيرة فأخذ يعلو بها أكثر فأكثر ثم أعاد عليها السؤال
عليها السؤال فأجابت مثل صحن صغير
وعندئذ حط بها فإذا هي أمام قصر فخم فرشه من الديباج
وغطاؤه من الحرير تتصاعد من حوله أبخرة المسک والكافور
وتركها الكلب هناك وغاب . وأخذت تجول في أنحاء الغرفة
واسعا في وسطه بركة ماء تترقرق أمواجها الناعمة
وتسبح فيها الأسماك الملونة
إلى فراشها واستسلمت لنوم عميق.
وفي الصباح نهضت الفتاة على رائحة الأزهار وشدو العصافير فأحست بالراحة على الأقل لا تسمع هنا صياح أمها وقولها المستمر بأنها لا تصلح لشيئ فما الذي يستفعله لما تعلم أنها
كان الكلب يجيئها بأحسن الطعام وأفخر اللباس ومواد الزينة ولما سألته لماذا يفعل ذلك أجابها ليلة إكتمال القمر سيأتي سيدي ويتزوجك فكوني في أحسن حال وكل مرة تحاول
الفتاة معرفة من هو سيده وكيف شكله
لكن السؤال الذي لم تعرفه هو لماذا إختارها هي من دون البنات وهل هو من الإنس أم الجن
أمضت البنت بقية الأيام وهي تتفرج على الزهور وتدور في
القصر وتعجبت لأنه لم يكن هناك أحد لا من الحراس أو الخدم
ولا ترى سوى الكلب الذي يظهر أمامها ثم يختفي كأن الأرض
مستغرقة في النوم . كانت الفتاة لطيفة
متابعة القراءة