رواية الثلاثة يحبونها بقلم شاهندا (كاملة)
المحتويات
..يعلم بوجود خطأ ما ..وسيعمل على كشفه وتصحيحه..نعم ..سيفعل.
أفاق من أفكاره على صوتها الضعيف ينادى بإسمه..وجدها تنظر إليه بضعفها فقال بهمس
عيون يحيي.
همست بدورها برجاء
..أنا خاېفة..خاېفة أوى.
. إليه بقوة يغلف قوته شوقا وحنانا..لتستمع رحمة إلى دقات قلبه وتهدئ إرتعاشاتها تدريجيا حتى سكنت تماما..وإنتظمت أنفاسها ليدرك يحيي أنها إستسلمت لنوم عميق..رق قلبه عشقا ليشرد فى حياتهما مجددا..وفيما حدث مؤخرا..يدرك أن هناك أحد يريد بحبيبته السوء..لتقسو عينيه وهو يشك بإحداهن ..فقلبها الأسود هو فقط من يستطيع ان يفعل شئ مشين كهذا..وإن تأكدت ظنونه فلن يرحمها حتى وإن كانت إبنة عمته..لحمه ودمه.....وزوجة أخيه.
إنتى السبب فى كل اللى حصل النهاردة..انتى اللى بلغتى الحاج صالح بالكلام الفارغ ده.
قالت بشرى فى إرتباك
إنت أكيد جرالك حاجة عشان تتهمنى بإتهام زي ده من غير دليل.
قائلا بحدة
دليلى كان كلام محدش يعرفه غيرى انا وإخواتى وجدى هاشم وراوية ورحمة وإنتى يابشرى..دليلى كانت إبتسامتك اللى ظهرت تشفى فى بنت خالك يا بنت عمتى وفرحك باللى بيجرالها..دليلى كان فى نظرة من عمى صالح ليكى قالتلى أد إيه سقطتى من نظره بعد ما رحمة خليته متأكد إن كلامك كله كدب.
ضحكت عليه..أكيد ضحكت عليه..بس إزاي خليته يصدقها وإحنا كلنا زي ما قلت كنا شاهدين على اللى حصل زمان..مش ده يأكدلك إنها حرباية قدرت تعمل تمثيلية دخلت على الكل..وقدرت تتلون بلون الضعيفة وتكسب عطف العيلة بعد ما كانت منبوذة منهم..مش ده يأكد كلامى وفكرتى عنها.
الحاج صالح مش صغير ولا راجل أي كلام عشان يتأثر بتمثيلية
او كدبة..دليل برائتها كان قوى وإلا مكنش الحاج صالح هيسيبها وكان النهاردة هيبقى يوم بطعم الډم..كان هيروح فيه زينة شباب عيلة الشناوي وكل ده بسبب حقدك وغيرتك منها..كنتى هتفرحى لو جرالى حاجة..كنت هتنبسطى لو يحيي أو حد من ولاد الحاج صالح جراله حاجة
برأسها تتخيل لو هذا بالفعل حدث وقتل يحيي..كانت ستجن بالتأكيد..لترفع إليه عينان ظهر بهما الخۏف والألم وشحب وجهها ليظن بالخطأ أن لها قلبا رغم كل شئ يخشى عليه..ليزفر مجددا قائلا
اللى انتى عملتيه..رحمة لحقته ووقفت بحر الډم..بس اللى باين أدامى دلوقت إن إحنا لازم نسيب البيت ..إنتى ورحمة مش ممكن تعيشوا فى بيت واحد.
وليه إحنا اللى نمشى ما تمشى هي.
نظر إلى عيونها مباشرة وهو يقول بصرامة
لإن البيت ده بيت عيلة الشناوي ..يعنى بيت كبيرهم..وكبير عيلة الشناوي هو يحيي يا بشرى ...ولا إنتى مش آخدة بالك
ظهر الڠضب فى عيونها ليتجاهله وهو يقول
أنا هروح أشوف شقتى اللى فى المعادى ناقصها حاجة ولا لأ..وهرجع آخدك عشان نعيش هناك..ياريت على ما أرجع تكونى جهزتى شنطنا .
حتى لو بعدت..هفكرلك فى مصېبة وأرجعلك من تانى يارحمة عشان أخلص منك..وآخد مكانك وأبقى أنا ست البيت..ما هو ياأنا ياإنتى يابنت بهيرة.
دلف مراد إلى شقته فوجدها هادئة على غير العادة..فدائما ما تكون شروق جالسة فى الردهة تتابع مسلسلاتها التركية..فيجدها إما باكية أو هائمة مع حلقاتها..ليظل يمزح حول هوسها بتلك الحلقات الخيالية والتى تجعل البطل فارسا رومانسيا من الدرجة الأولى يتنفس فقط من أجل إسعاد حبيبته.. حقا ستتسبب تلك المسلسلات فى طلاق نصف النساء وعنوسة النصف الآخر..فالفتيات ساذجات وسيضعن أبطالها معيارا للمتقدمين لخطبتهم..فيفشل العريس وتفشل الزيجة بكل تأكيد..زفر فى حنق..فالمسئولون يجب أن يمنعوا عرض تلك المسلسلات على الفضائيات وإلا سيندمون.
إتجه إلى حجرة النوم وفتحها ليجد شروق نائمة ..عقد حاجبيها لنومها فى تلك الساعة المبكرة..ليتوجس قلبه خيفة أن تكون مريضة..أسرع إليها ليجلس بجوارها على السرير يهزها برفق قائلا بلهفة
شروق..ياشروق.
إنفلجت عيناها الجميلتين ببطئ لتراه أمامها يطالعها فى قلق..لتفيق كلية وتتسع عيناها من المفاجأة مع ملامحها التى أشرقت لرؤياه ..لتقول بسعادة
مراد..إيه المفاجأة الحلوة دى
زفر مراد قائلا
خضتينى يا شروق ..أنا إفتكرتك تعبانة..ما هي غريبة
إنى ألاقيكى نايمة فى الوقت ده.
إضطربت ملامحها وهي تقول بإرتباك
لأ ..ما هو أنا كنت فعلا تعبانة شوية وطلبت نهاد تجيلى ولسة نازلة من شوية.
عقد حاجبيه قائلا فى قلق
تعبانة مالكفيكى إيه
قالت بإرتباك
ها ..لا ..أبدا..شوية دوخة كدة وراحوا لحالهم خلاص.
نظر إليها بعتاب قائلا
حتى لو كانوا شوية دوخة يا شروق..تقومى تتصلى بنهاد..طب أنا روحت فين..متصلتيش بية ليه
أطرقت برأسها قائلة فى حزن
أنا عارفة إنك مشغول ومحبتش أعطلك أو أشغلك أكتر.
هو يقول بعتاب
إنتى مراتى ياهبلة..وتشغلينى فى أي وقت ..ده حقك.
نظرت إلى عيونه ..ېصرخ قلبها..هل أنا حقا لدي حقوقإن كنت كذلك
فهل أستطيع أن أحتفظ بطفلى منكطال تأملها لملامحه ليبتسم
متابعة القراءة